عدد المساهمات : 554 تاريخ التسجيل : 03/07/2009 الموقع : فلسطين
موضوع: معــــــاذة بنـــتت عبد الله الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 11:35 am
بسم الله الرحمن الرحيم
في ليلة زفافها إلى صلة بن أشيم التابعي الجليل جاء ابن أخيه فمضى به وألبسه أجمل الثياب.. ثم أدخله في بيت يضوع طيبا.. وقد هيئ كأجمل ما تكون البيوت.. ولما صار معها ألقى عليها السلام.. ثم قام يصلي فقامت تصلي معه.. ولم يزالا يصليان حتى وافاهما الفجر.. وتنفس الصبح ونسيا أنهما في ليلة الفرح.. الله أكبر.. إنها أم الصّهباء معاذة بنت عبدالله العدوية البصرية.. من التّابعيّات ذوات الفضل والمكانة.. نشأت قريبة من الصحابة الكرام.. تنهل من معين علمهم الذي أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فلا تكاد تخلو إلى نفسها إلا وهي على موعد مع الصلاة.. فقد كانت تحيي الليل كله بالتهجد والتسبيح وكانت تقرأ القرآن كل ليلة.. فإذا جاء النهار قالت هذا يومي الذي أموت فيه فما تنام.. فإذا جاء الليل قالت هذه ليلتي التي أموت فيها فلا تنام إلى الصّبح فإذا غلبها النوم قامت فجالت في الدار تعاتب نفسها.. ثم لا تزال تدور إلى الصبح تخاف الموت على غفلة ونوم.. ومن أقوالها: عجبت لعين تنام وقد علمت طول الرقاد في القبور.. في سنة 62 للهجرة استشهد زوج معاذة وابنها ولما وصلها الخبر صبرت واسترجعت.. واجتمعت النساء عندها للتعزية فقالت لهن: مرحبا بكنّ إن كنتنّ جئتن للهناء وإن كنتنّ جئتنّ لغير ذلك فارجعن.. فعجبت النّسوة من صبر معاذة وخرجن يتحدثن عما آتاها الله من حسن الصّبر.. مرّ عشرون عاما على وفاة زوجها.. وفي كل يوم يمرّ كانت معاذة تستعد للقاء الله وتأمل أن يجمعها بزوجها وابنها في مستقر رحمته.. ولما حضرها الموت بكت ثم ضحكت.. فقيل لها :ممّ البكاء وممّ الضحك؟.. قالت أما البكاء فإني ذكرت مفارقة الصّيام والصّلاة والذِّكر فكان البكاء.. وأما التّبسّمُ والضّحك فإني نظرت إلى أبي الصّهباء قد أقبل في صحن الدار وعليه حلتان خضراوان وهو في نفر والله ما رأيت لهم في الدّنيا شبها فضحكت إليه.. ولا أراني بعد ذلك أدرك فرضا.. الله أكبر هذا نموذج من نساء السّلف إنها معاذة بنت عبدالله رحمها الله..