أثر القصة في عملية التغيير الإنساني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثر القصة في عملية التغيير الإنساني:

بغض النظر عما للقصة من دور في الإنفتاح على الفكرة المراد تمريرها وما يترتب على ذلك من الإنسيابية في طرحها وسهولة في معالجة مواقع الانغلاق فيها.

فإن للقصة دورها الرائد وميدانها الفاعل في صياغة الإنسان والمساهمة الفاعلية في عميلة التغيير الإنساني .

وقبل ذكر مواضع القوة في القصة ، وقبل التطرق لبيان الدور الرائد لها في عملية التغيير ، نرى لزاماً علينا التعرض لهدفية التغيير الإنساني سواء على صعيد الفرد أو المجتمع ، إذا من خلالها يمكن التعرف بشكل أكبر على ضرورة فرض القصة كواقع عملي يتحرك على جميع المستويات ويمكننا هذا من إعطاء القصة دوراً أكبر وموقعها اللاّئق في مجالات التخاطب كافة وبمختلف صورها.

التغيير الإنساني هدف !!!

سعت الشرائع السماوية إلى رفع مستوى الإنسانية وانتشالها من حضيض الجهل إلى مدارج العلم والكمال ومن عتمة الظلمات إلى إشراقة الأنوار ، ولا نبالغ إذا قلنا إن الهدف الرئيسي الذي تتوخاه السماء هو التغيير الجذري في الإنسان ، وهذا لا يعني سلب الاختيار عن الإنسان وفرض التغيير عليه بالجبر والإكراه، فلا يوجد هناك توهم بأن القرآن الكريم صريح في إن التغيير يرجع أولاً وأخيراً إلى الإنسان ذاته حيث

يقول تعالى (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))

هناك في القرآن آيات فيها دلالة واضحة على أن عملية التغيير هي هدف إلهي سماوي ، وإن كان لا ينفك عن اختيارية الإنسان وحريته في الانتخاب ، وهذا عين ما نطق به الحديث الشريف ( من أراد عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية اله إلى عز طاعته )) حيث أنه صريح بارتباط التغيير بإرادة الإنسان .

بعد هذا نذكر بعض النقاط المهمة لمساهمة القصة في عملية التغيير الإنساني:

1.للقصة أثر بالغ في خلق روح المقاومة والصحوة والصبر تجاه تحديات العصر و مصاعب الزمن قال تعالى (( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ))

2.تعدُّ القصة من أبرز العوامل وأيسر السبل للاتعاظ والتذكير في وجدان الإنسان ، قال تعالى (( وكلا نقص عليك ن أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق موعظة وذكرى للمؤمنين )) وهكذا يقول أمير المؤمنين عليه السلام فيه نهج البلاغة حينما يتكلم عن الأمم السالفة (( فانظر إلى ما صاروا إليه في آخر أمورهم حين وقعت الفرقة و تشتت الألفة ، واختلفت الكلمة والأفئدة وتشعبوا مختلفين ، وتفرقوا متحاربين ، قد خلع الله عنهم لباس كرامته ، وسلبهم غضارة نعمته , وبقي قصص أخبارهم فيكم عبراً للمعتبرين )).

ربّ ذكرى أنجت من لظى ، و ربّ موعظة لاقت قلباً طاهراً فتمركزت فيه وأدت الغرض.

3.وتفيد القصة في وضع نقاط على الحروف وبيان المفردات اللازمة والمصاديق الجزئية لعملية المعروف ومنجزاته والمنكر تبعاته ، إذا الحديث في عالم الكليات وعلى مستوى المفاهيم ، وإن كان مفيداً في حد ذاته ، ولكن لم ينزل إلى أرض الواقع. فلذا كان للقصة هذا الدور المهم والفاعل.

4.وتفيد القصة الهادفة أيضاً في انتشال الإنسان من عالم الغفلة وايقاظ المجتمع من حالة السبات والنوم الروحي والمعنوي عنده

حيث قال تعالى : (( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ))

5.وأخيراً يجب أن تكون القصة هادفة وصادقة حتى يمكن لها أن تزيل الأوهام و الأدران من النفوس ، وتُرشد الناس وتهديهم إلى ما فيه خير و صلاح الدنيا والآخرة .

وكذلك يجب أن لا تكون القصة تجاري أو إنحرافي فيها إساءة الأنبياء والصلحاء ، كما نرى ما يقوم به تجار القصص ونسّاجي الخيال الذين دسّوا في الكثير من كتبهم القصص الخيالية والإنحرافية ، والخرافات التافهة والأقوال الباطلة التي لا تليق بمقام الأنبياء والأوصياء والصلحاء ، وذلك من أجل أهداف مادية أو سياسية أو شخصية وغير ذلك.........

علينا أن ننتخب لمنابرنا ومجالسنا وأحاديثنا أحسن القصص وأصدق القصص لتربية الفرد والمجتمع

(نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) .

وأخيراً أشكر كل من ساهم في تطوير هذا الموقع وأشكر من ضاف هذا القسم وإن شاء الله تعالى أن تعم الفائدة بيننا ولكن بالمشاركة سوياً

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلم ايديكي ومشكورعلى الموضوع الجميل
وننتظر منك كل جديد مع تحيات عاشق الاحزان

» عملية حسابية لمعرفة رقم الصفحة في القرآن الكريم